الجمعة، 16 مايو 2014

التعليم القائم على المشاريع

يعتبر التعليم القائم على المشاريع بديلا للتلقين والاستظهار، والفصول الدراسية التي يقودها المعلم. يستشهد أنصار التعلم القائم على المشاريع بالعديد من المزايا لتنفيذ هذه الاستراتيجيات في الفصول الدراسية بما في ذلك عمق أكبر لإدراك المفاهيم، وقاعدة معرفية أوسع، وتحسين الاتصال والمهارات الشخصية و الاجتماعية، وتعزيز مهارات القيادة، وزيادة الإبداع، وتحسين مهارات الكتابة. يحدث ذلك انطلاقاً من أنّ الطلاب يصبحون أعمق فهما للعلم إذا أتيحت لهم الفرصة لمواجهة مشكلات واقعيّة حياتيّة، معقدة ومثيرة للتحدّي.


جذور التعلم  القائم على المشروع

كان جون ديوي من أوائل من نادي بفكرة “التعلم بالممارسة”. في مقاله المشهور الذي حمل عنوان My Pedagogical Creed (1897) والذي وضّح فيه معتقداته فيما يتعلق بالتعليم قائلاً: “إن المعلم ليس في المدرسة لفرض أفكار معينة أو لتشكيل عادات معينة في الطلاب، ولكنه هناك بوصفه عضوا في المجتمع يساعد في تحديد المسارات  التي يجب ان تؤثر على الطالب وتساعده في الاستجابة بشكل مناسب لهذه التأثيرات “……. لذلك أثق في ما يسمي بالأنشطة التعبيرية والبنائية كمركز لإقامة علاقات متبادلة.”

طورت الأبحاث التربوية هذه الفكرة للتعليم والتعلم في منهجية تعرف باسم “التعلم القائم على المشاريع”. أثبتت هذه الأبحاث  أن الطلاب في الفصول الدراسية التي تبنت التعليم القائم على المشروع قد حازت  على درجات أعلى من الطلاب في الفصول الدراسية التقليدية “.
كما أن الأبحاث في علم الأعصاب وعلم النفس مكنت النماذج الإدراكية والسلوكية للتعلم الداعمة للتدريس المباشر التقليدي من توضيح مدى الارتباط المعقد بين المعرفة والتفكير و الفعل والتعلم .وقد عرفت التعلم بأنه: نشاط اجتماعي يتم في سياق الثقافة والجماعة والتجارب السابقة .
وصف Markham (2011) التعلم لقائم على المشاريع (PBL) على النحو التالي: ” التعلم القائم على المشروع هو التعلم الذي يدمج ما بين المعرفة والفعل، حيث الطلاب يتلقون المعارف وعناصر المناهج الدراسية الأساسية، ولكنهم  أيضا يطبقون ما يعرفونه من أجل حل مشاكل حقيقية والحصول على نتائج قابلة للتطبيق. الطلاب الذين يتبنون التعلم القائم على المشروع يستفيدون من الأدوات الرقمية للوصول لمنتجات تشاركيه عالية الجودة. التعليم القائم على المشروع  يعيد تركيز التعليم على الطالب، وليس المنهج – وهو تحول عالمي شامل يقدر لأصول غير الملموسة ويحرك العاطفة، والإبداع، والمرونة؛ وهذه لا يمكن أن تدرس من  خلال كتاب مدرسي، ولكنها عناصر يتم تنشيطها من خلال التجربة. “
ارتبط التعليم القائم على المشاريع بالنظريات البنائية لـ “جان بياجيه  Jean Piaget” حيث يكون التعليم عبر المشروع هو  ” منظور شامل يركز على التدريس من خلال إشراك الطلاب في التحقيق. وفي هذا الإطار، الطلاب يواصلون البحث عن حلول للمشاكل عن طريق طرح الأسئلة والتكرار، يناقشون الأفكار، ويتنبئون بالتوقعات، ويصممون الخطط و / أو التجارب، ويقومون بجمع وتحليل البيانات، واستخلاص النتائج، ويوصلون أفكارهم والنتائج إلى الآخرين، ويعاودون طرح أسئلة جديدة؛ لخلق منتجات جديدة من ابتكارهم. تكمن قوة التعلم القائم على المشروع في الأصالة وتطبيق البحوث في واقع الحياة.
الفكرة الأساسية من التعلم القائم على المشروع هي إثارة اهتمام  الطلاب بمشاكل العالم الحقيقي والدعوة للتفكير الجاد فيها وتحفيزهم على اكتساب وتطبيق المعرفة الجديدة في سياق حل المشكلة. المعلم يلعب دور المُيسِّر، والعمل مع الطلاب يتركز حول تأطير المسائل الجديرة بالاهتمام وهيكلة المهام ذات المغزى، والتدريب على  تطوير المعرفة والمهارات الاجتماعية..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق